الشبه كمكون طبيعي وآمن

4 مايو 2020

الشبه Alum (أو الشب) هو حجر طبيعي يوجد في الأرض كمادة طبيعية. استخرجها الإنسان من باطن الأرض منذ القدم واستخدمه في أغراض متعددة لا غنى له عنها اليوم. حضّره أبو بكر الرازي منذ القرن الثالث عشر للميلاد. ثم استخدم في مجال الصناعة في أوروبا لاحقًا.

تنتشر أحجار الشبه في معظم الأرض ويكثر في أرض المغرب وسوريا وقد عُرف نقياً منذ 2000 عام قبل الميلاد في الصحراء المصرية وغيرها.

لما يتمتع به حجر الشبه من خصائص مضادة للبكتيريا ومزيلة للرائحة، فقد استخدمه الإنسان منذ القدم في مجال صناعة الجلود حيث استخدمه خلال الدباغة ليحفظ الجلود من البكتيريا المسببة للتعفن. وهو ما يشبه استخدامه كمضاد لرائحة العرق الغير مستحبة.

وسنشارككم في هذا المقال ما هية الشبه وما أصلها لنزيل بعض اللبس الذي قد يدور حول استخدامها كمادة آمنة لإزالة رائحة العرق.

أولاً: الشبه كمزيل لرائحة العرق.

يجب المعرفة أولاً أن في السوق نوعين من مزيلات العرق أولها ما يدعى: مزيل العرق (Deodorant)، والثاني: مضاد العرق (Antiperspirants)

ويكمن الفرق بينهما حسب التالي:

مضاد العرق: يتحكم في التعرق والرائحة الناتجة عنه، مانعًا خروج العرق من داخل الجسم من خلال ذوبان أملاح الألمنيوم على سطح الإبط مشكلًا طبقة عازلة فوق الغدد العرقية.

مزيل العرق: يتحكم في رائحة التعرق فقط دون أن يتحكم في عملية التعرق. حيث يحتوي على خصائص مضادة للميكروبات التي تسبب رائحة العرق الغير مستحبة.

وبينما لا ننصح باستخدام مضادات التعرق كونها تحبس العرق داخل الجسم مسببة أثار جانبية خطيرة ( فهي المتصلة بأمراض مثل سرطان الثدي والزهايمر ) فإن الشبه تعد مزيل للعرق ما يعني أنها لا تمنع التعرق إنما تزيل الرائحة الغير مستحبة. سامحة للعرق بالخروج من الجسم.

من المهم أن يقوم الجسم بطرد العرق خارج الجسم وبشكل يومي كجزء أساسي من عمليات تطهير الجسم وتنظيفه من الداخل.

ثانيًا: الشبه والألومنيوم

الشبه لها أكثر من نوع ولكل نوع استخداماته الخاصة به. وبسبب تشابه مصطلحها بالانجليزي alum مع مصطلح الألومنيوم aluminum يتم الخلط بينهما أو يتم اعتبارها شبة ألمونيوم فقط.

الشبه التي نستخدمها كمزيل عرق هي شبة كبريتات البوتاسيوم والألومنيوم: Potassium Alum, KAl(SO4)2 وتحتوي هذه الشبه على نسبة ضئيلة من الألومنيوم لا تشكل خطرًا على الصحة العامة. حيث أنها ذات جزيئات كبيرة جدًا فإنها لا تمتص من خلال الجلد بل تبقى على سطح البشرة الخارجي مما لا يشكل تهديدًا لصحة الجسم.

أما في مضادات العرق تضاف مادة كلوروهيدرات الألومنيوم. وهي المادة التي يرجح أن لها علاقة ببعض المخاوف الصحية. كونها تحبس العرق داخل الجسم بسدها للمسام في منطقة الإبطين. يحدث ذلك أن أيونات الألمونيوم حين توضع على الجلد تقوم بسحب الماء إلى داخل الخلية فتنتفخ الخلية وتضغط على قنوات التعرق فتسدها لذلك يُحبس العرقداخل الخلية.

الشبه الطبيعية لا تحبس العرق ولا تعتبر مضاد تعرق، ويمكنك اختبار هذا الأمر وملاحظته بنفسك عند وضعك للشبه النقية في منطقة الإبطين. حيث ما زال العرق يخرج بصورة طبيعية عبر مسام الإبطين.

تعد كلوروهيدرات الألومنيوم مكون صناعي تم صنعه من قبل الإنسان، أما الشبه ( كبريتات البوتاسيوم والألومنيوم ) فهي مادة موجودة في الطبيعة كأملاح معدنية على شكل حجر. وما نستخدمه نحن في سن فارمسي هي حجر الشبه الطبيعي بعد طحنه لبودرة.

إذن هل الشبه آمنة؟

تتمتع الشبة بتاريخ طويل وقديم من الاستخدام الآمن كمزيل للروائح الغير مستحبة وهي بديل تقليدي للعديد من مزيلات الروائح الحديثة. حيث تقوم بعمل طبقة على الجلد تمنع نمو البكتيريا المسببة للرائحة الكريهة دون أن تسد مسام الجلد أو تعيق عملية خروج العرق.

لكن في حالات قليلة قد يؤدي سوء استخدامها لحصول مشاكل تهيجات على الجلد. يحدث ذلك: إذا كانت الشبه المستخدمة منتهية الصلاحية. أو إن لم يتم طحنها بشكل نظيف ونقي.

بعض الدراسات لاتعتبر الشبه خالية تمامًا من الألمونيوم بل تحتوي على نسبة طفيفة لكنها بنفس الوقت تعتبرها آمنة للاستخدام باعتبار أن الشبه لا تمتص من خلال الجلد نظرًا لحجم جزيئاتها الكبيرة.

وكون الشبه تذوب في الماء فتأتي بعض المخاوف من استعمال الشبه في مزيل عرق مصنع مع الماء سامحًا للجلد بامتصاصها. الشبه المباعة لدينا في سن فارمسي خالية من الماء حيث تأتي في صورة بودرة أو قوام متماسك. مما يجعلها آمنة للاستخدام. وهي الشكل البسيط الذي استخدم الإنسان الشبه فيها منذ القدم دون مخاوف أو آثار سلبية.